تتمسك المغرب بالعادات والتقاليد في ظل هذا العصر والتكنولوجيا التي نعيش فيها، ولكن مع هذه الحداثة تعكس أسرار الشات المغربي الانفتاحات التي وصلت إليها المغرب، حيث يحمل هذا الشات في طياته أسرار تعكس روح الشعب المغربي، فهو ليس وسيلة للتواصل بين الأفراد فحسب، بل هو عبارة عن لوحة ثقافية متكاملة تجمع لهجات المغرب في مكان واحد، كما أن هذا الشات المغربي يحمل أسرار عن الألقاب والإشارات الرمزية المستعارة في المغرب لا يستطيع أي شخص أن يفهمها غير الذي يعيش فيها، حيث يمكن من خلال هذا الشات كشف جوانب خفية عن حياة المغرب وعاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم ومشاعرهم وغيرها العديد من الأمور الأخرى، مما يجعل هذا الشات جزء لا يتجزأ من الهوية الاجتماعية في المغرب.
أسرار الشات المغربي
الشات المغربي هو عالم مليء بالتفاصيل الدقيقة التي تبرز الثقافات والعادات المختلفة الخاصة بالمجتمع المغربي، حيث يتم تبادل الأفكار والآراء والأحاديث واللهجات المتنوعة داخل هذا الشات، كما يتم تحدث المغربيين برموز وكلمات مختصرة لا يستطيع أحد أن يعرف هذه الرموز غيرهم، فهو ليس وسيلة للتواصل فقط بل وسيلة لتعبير المغربيين عن أفكارهم ومشاعرهم ويعكسون الجوانب الخفية من حياتهم، ومن أبرز أسرار هذا الشات هى:
- الرموز والايموجي، يستخدم الشعب المغربي الرموز التقليدية والايموجي الخاص بهم، حيث يتم التواصل به بدلا من الكلام فهو يعبر عن مشاعرهم سواء بالضحك أو الحب أو عن الفكاهة، كما يوجد بعض الرموز الذي تبرز عدم الخوض في مواضيع حساسة.
- الخصوصية والهوية، العديد من الأشخاص المغربيين يستخدمون أسماء مستعارة على هذا الشات بدلا من اسمائهم الحقيقية، وهذا يعكس حفاظهم على خصوصيتهم وخاصة في هذا الشات الذي يمكن أن يتم الحديث فيه عن مواضيع حساسة أو شخصية.
- السخرية والفكاهة، يعتبر روح الفكاهة والدعابة في الشات المغربي جزء لا يتجزأ منه، حيث يستخدم المغاربة النكات المضحكة والتعليقات الساخرة، فهو يعمل على تخفيف الأحمال وعبر وضغوطات الحياة، كما يمكن استخدام هذه الفكاهة في مواقف معينة ولكن بطريقة غير مباشرة.
- الدردشة في اللهجات، هناك العديد من اللهجات المغربية التي تختلف من قرية إلى قرية أخرى داخل المغرب، فهناك مدن تستخدم اللهجة الدارجة، وهناك مدن أخرى تعتمد على اللهجة الأمازيغية أو الفرنسية، وهذا يوضح التنوع الثقافي في المجتمع المغربي.
- تجنب المواضيع المحرجة، يضع الشات قوانين صارمة للمستخدمين وأولها عدم الدخول في مواضيع محرجة مثل، السياسة أو الدين أو التعرف على الآخرين والدخول في خصوصيتهم دون رغبتهم وهذا حتى يتم الحفاظ على صدمات الحديث بين المستخدمين والحفاظ على مشاعرهم.
أقرأ أيضا: التعرف على شات المغرب
الشات المغربي والخصوصية: كيف يحافظ المغاربة على خصوصيتهم في المحادثات؟
تعد الخصوصية في الشات المغربي أمر هام وضروري للتواصل بين المغاربة سواء كانوا داخل البلاد أو خارجها، أو التواصل مع مستخدمين آخرين من مختلف أنحاء العالم، ومع كثرة هذه المنصات المباشرة الدردشة مثل، الماسنجر والفيس بوك والواتساب والانستقرام وغيرها، تزايد المخاوف من استخدام هذه المنصات بالشخصية الحقيقية مثل، وضع الصورة الشخصية، أو كتابة الاسم الحقيقي أو رقم الهاتف، فمع الانفتاح الذي حدث في المغرب بسبب التكنولوجيا الحديثة إلا أن المغاربة تحافظ حتى الآن على استراتيجيات معينة للحفاظ على خصوصياتهم ومنع المضايقة أو سرقة معلوماتهم، ومن أهم الأساليب الشائعة التي يستخدمها المغاربة في الحفاظ على خصوصيتهم هي كالآتي.
استخدام أسماء مستعارة
يستخدم الكثير من الأشخاص المغربية أسماء مستعارة غير أسمائهم الحقيقية في هذه المحادثات وخاصة عند التعامل مع أصدقاء جدد لم يتم التعارف عليهم مسبقا، حيث تمنحهم هذه الأسماء المستعارة الشعور بالأمان والحفاظ على خصوصيتهم وتساعدهم في الإطلاع على كل ما يجرى حولهم برغم الحفاظ على هويتهم الشخصية بعيدا عن الأنظار.
اخفاء الصورة الشخصية أو استخدام صور رمزية
هناك الكثير من المستخدمين المغربيين يفضلون استخدام صور رمزية أو صور مرسومة تعكس هويتهم الحقيقية مثل، مناظر الطبيعية أو الأشخاص الكرتونية وعدم تنزيل صورهم الحقيقية للحفاظ على الخصوصية في المحادثة وعدم إطلاع أي فرض غريب على هذه الصور لمنع المضايقات والمعاكسات.
تفعيل إعدادات الخصوصية على تطبيقات المراسلة
يهتم المغاربة بتعديل إعدادات الخصوصية على تطبيقات الشات، وهذه الإعدادات تتمثل في إخفاء آخر ظهور لهم والتحكم في من يستطيع رؤية منشوراتهم، أو رؤية الصورة الشخصية أو الحالة الخاصة بهم لضمان عدم إطلاع أي شخص غريب على هذه الأمور الشخصية أو التطفل عليهم.
التواصل باستخدام تطبيقات مشفرة
ازداد الوعي لدى المغاربة باستخدام منصات التواصل الاجتماعي والشات وخاصة المنصات التي تمتلك التشفير الكامل للرسائل مثل، تطبيق الواتساب أو سيجنال أو تطبيقات الشات الأخرى التي لا يمكن لأي طرف ثالث معرفة الرسائل بين الطرفين والوصول إلى المعلومات الشخصية الخاصة بالمستخدم.
التحفظ في مشاركة المعلومات الشخصية
يتجنب الكثير من المستخدمين المغاربة لهذا الشاب عرض المعلومات الشخصية الحساسة الخاصة بهم مثل، رقم الهاتف والعنوان الخاص بهم أو أي تفاصيل أخرى تتعلق بحياتهم الشخصية في هذه المحادثات خاصة إذا كان هناك أصدقاء غريبة لم يتعرفوا عليهم، أو عند الدخول في مجموعات بها الكثير من الأشخاص المجهولين.
أقرأ أيضا: شات المغرب: وسيلة للتواصل الاجتماعي والثقافي
أبرز ما تشتهر به دولة المغرب
تشتهر المغرب بالأمور الفريدة التي تجعلها من الدول المميزة دونا عن الدول العربية الأخرى، ومن أبرز ما تشتهر به دولة المغرب ما يلي:
تصدير الحمضيات
تعرف المغرب بقدرتها الخارقة في تصدير الحمضيات وتحقيق الإكتفاء الذاتي من الغذاء وخاصة في منتجات الزراعة، حيث تستطيع توفير ثلثي احتياجات المواطنين من الحبوب الأساسية مثل، القمح والذرة والشعير، كما أنها تكفي شعبها بالخضروات والفواكه وتعطيهم فوق احتياجاتهم المطلوبة، كما تشتهر بتصدير الحمضيات فى الأسواق العالمية ومن أكثر الحمضيات التي تشتهر المغرب بتصدير (البرتقال ) حيث تعتبر الدولة الوحيدة التي تصدر هذا البرتقال لدول العالم بأكمله.
جامعة القرويين
تشتهر دولة المغرب بمدينة فاس التي تضم جامعة القرويين، فهي من أقدم الجامعات في العالم العربي بأكمله، وما زال يتم التدريس فيها إلى الوقت الحالي، حيث تأسست هذه الجامعة في عام 859 م، كما تم إخراج أجيال وأجيال من هذه الجامعة، كما تضم مسجد القرويين الذي يعتبر من التراث المغربي العريق، كما أصبحت هذه الجامعة بعد مرور الزمن مركز روحي وتربوي رائد في العالم العربي الإسلامي بأكمله.
هناك الكثير من التعديلات التي تم عملها في جامعة القرويين عبر التاريخ، حيث تم التوسع فيها وأصبحت تضم أكثر من 20 ألف طالب علم، كما أن هذه الجامعة ما زالت إلى الآن محافظة على طريقة التدريس التقليدية القديمة عبر مختلف العصور، كما دخلت من ضمن جامعات المغرب الحكومية في عام 1963م، كما يتم الاهتمام فيها بعلوم اللغة العربية والشريعة الإسلامية، حيث تم التخرج من جامعة القرويين العديد من علماء اللغة العربية المشهورين على مر العصور.
باختصار تعتبر دولة المغرب من الدول العربية الفريدة، حيث تلتزم ب أسرار الشات المغربي حتى لا يستطيع أحد أن يتطفل عليهم أو يخترق حساباتهم الرقمية، كما تشتهر المغرب بالعديد من الجماليات التي تجعلها مكان للسياح للإطلاع على الجمال والروعة الموجود فيها، كما يتميز شعبها بالتمسك بالعادات والتقاليد إلى الآن رغم انفتاح العصر وتقدم التكنولوجيا.